دائما نسأل انفسنا هل يشعر الأموات بالأحياء بعد وفاتهم أم أن الإنسان ينقطع تماما عن الحياة الدنيا بعد وفاته؟ وهل يرى الأحياء الأموات في المنام؟ اتفق العلماء على التقاء أرواح الأحياء والأموات، وعدّهُ بعضُهم نوعاً من أنواع الرؤيا الصالحة أو الصحيحة، وذهب بعض أهل العلم إلى أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في البرزخ . واستدل لذلك بقوله تعالى : " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
كما في الحديث: " ما من أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام "
وفي حديث آخر صحيح: " ما من عبدٍ يمر على شخصٍ كان يعرفه في الدنيا إلا ردَّ الله عليه روحه حتى يردَّ عليه السلام "
وقال ابن القيم
إن التقاء أرواح الأحياء والأموات نوع من أنواع الرؤيا الصحيحة التي هي عند الناس من جنس المحسوسات.. وقد دل التقاء أرواح الأحياء والأموات : أن الحي يرى الميت في منامه ، فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلم الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي ، والمستقبل ، وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه ، وربما أخبره بدين عليه ، وذكر له شواهده ، وأدلته .. وذلك بأمر لله.
قال ابن عباس وغيره من المفسرين :
إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها ، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد : أمسك الله أرواح الأموات عنده ، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .
وكل هذا بأمر من الله عز وجل
قال تعالى: " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "
إرسال تعليق