محمد عادل الرويني
مدرس بمعهد إتقان للدراسات العربية و اللغوية للناطقين بغيرها
مسقط – سلطنة عُمان
تمهيد
يعاني الكثير من الباحثين في مجال التطبيق اللغوي خاصة وفي مناقشة القضايا عامة من خلطٍ قسريٍّ بين مصطلحي الإشكال بمفهوم الالتباس وهو المفهوم العربي الشائع ، والإشكال بمفهوم القضايا المنظورة من زوايا مختلفة وهو المفهوم الغربي للمصطلح .هذا من جهة ،وبين مصطلحي (الإشكال والمشكلة) من جهة أخرى.
ومع أن الباحث يُعذر – أحيانا - في هذا الخلط ،إلا أن ثمة نتائج خاطئة تترتب على كثير من الأبحاث التي تناقش (إشكالات) وتتعامل معها على أنها (مشكلات) تتطلب حلولا ،أو تناقش (مشكلات) وتتعامل معها على أنها (إشكالات) تتطلب معالجات ؛خاصةً في مجال العربية لغير العرب.
ونحن هنا في هذا المقال نحاول أن نناقش المصطلح وما يتعلق به من زوايا (تاريخية) و(لغوية) و(دلالية) و(مفاهيمية)، لنقف على تعريف جامع للإشكال والمشكلة، ونستطيع أن نفرق بين القضية الإشكالية، والقضية المشكلة، ومن ثمَّ آلية التعامل مع كلٍّ منهما.
عرض أولي لمصطلح الإشكال (problematic).
من السَّهل جدا أن نقول إنَّ الإشكالات في موضوعٍ معيَّن هي المشكلات التي تقابلنا أثناء طرحه أو بحثه أو تناوله ؛لذلك نسعى لجلب حلول شافية لتلك المشكلات. ولكنَّ الأمر ليس كذلك بل القضيَّة قد تكون – في ظني- قضيَّةً فلسفيَّةً من الدرجة الأولى.
ومهما يكن من أمر فدعنا - أولاً - نناقش المفهوم اللغويَّ لمادة ( ش ك ل )
المفهوم اللغوي للإشكال (problematic)
يقول أبو الحسين أحمد بن فارس (395هـ ) في معجم مقاييس اللغة : )شَكِلَ ) الشِّينُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ مُعْظَمُ بَابِهِ الْمُمَاثَلَةُ. تَقُولُ: هَذَا شَكْلُ هَذَا، أَيْ مِثْلُهُ. وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ أَمْرٌ مُشْكِلٌ، كَمَا يُقَالُ أَمْرٌ مُشْتَبِهٌ، أَيْ هَذَا شَابَهَ هَذَا.(١)
- قال الرَّاغب الأصفهاني في الحديث عن قول الله تعالى " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا ( [الإسراء84] : الإِشْكالُ في الأَمْرِ اسْتِعَارَةٌ كالاِشْتِبَاهِ من الشَّبَهِ.(٢)
وعلى هذا النَّحو ذكرت معاجم اللغة ما مجمله إن الإشكال التباسٌ واختلاطٌ حدث بسبب التشابه والتماثل ولو كان من بعض وجهٍ ،ومنه كلمة (الشَّكْلَة) وهي العلامات الخاصة بسلب التشابه والتشاكل عن الكلمات المتشابهة كـ (بِكْر ،وبَكْر) ،وقد ذكر أبو نصر الجوهري في الصحاح " .. وشَكَلْتُ الكتاب أيضاً، أي قيَّدته بالإعراب. ويقال أيضاً: أَشْكَلْتُ الكتاب بالألف، كأنَّك أزلت به عنه الإشْكالَ والالتباسَ وهذا نقلته من غير سماع. والمشاكلة: الموافقة: والتشاكل مثله...."(٣)
وعلى الرغم من أنَّ التعريف اللغوي يوضِّحُ ماهيَّة الإشكال ويبيِّن عائلة المعنى التي ينتسب إليها اللفظ إلا أن يرى أننا لا نستطيع التعامل مع ذلك اللفظ كمصطلحٍ في بيان خصائصه وأنواعه وأسبابه حتى تتضح الرؤيةُ الفلسفيةُ التي تحدد وجهة (المصطلح) وأين يعمل ومتى نقول إن هذه القضيَّة (إشكالٌ) وتلك القضية (مشكلة)،وكذلك يُجاب على تساؤلات أهمها :
- ما علاقة الإشكال بالمشكلة ؟
- هل الإشكال سؤالٌ يُجاب عنه بجوابٍ واحدٍ مناسبٍ ؟
المفهوم العام (الفلسفي) للإشكال (problematic)
ولأنَّنَا رَأَيْنا أنَّ التعريف الاصطلاحي (للإشكال) يخضع للنقاش الفلسفيِّ ابتداءً قبل أنْ يكون خاضعًا لاصطلاح آخر كالنحو مثلاً ،أو علم اللغة التربوي أو النفسي أو غير ذلك من العلوم ؛فإننا نذكر على سبيل المثال بعضًا مما ذُكِر في المعاجم الفلسفية والمناقشات المعاصرة.
1- يقول عبد المنعم الحفني: "الإشكال صفة تطلق على كلِّ شيء يحتوي في داخل ذاته على تناقض وعلى تقابل في الاتجاهات." ويقول : "عرَّف أرسطو الإشكال بأنَّه إيراد رأيين متعارضين لكلٍّ منهما عند العقل قيمته في الإجابة على المسألة المطروحة".
ثم يُفرق بين الإشكال والمشكلة بقوله :" والفرق بينه وبين المشكلة أن المشكلة هي طلب هذه الإشكالية بوصفها شيئا يحاول القضاء عليه، وهي الشعور بالألم الذي يحدثه الطَّابع الإشكالي في النَّفس ... والمشكلة تتضمن لذلك أولاً الشعور بالإشكال ثم محاولة تفسيره (٤)
وربما بسبب ربط الإشكال بالتناقض في التعريف السابق جعله غير دقيق ،فالإشكال - في نظر الباحث - أعم من أن نقيِّده بالتناقض ،فهو قائمٌ لطبيعته أو لظواهر يصعب حصرها وأحيانا تفسيرها ،ولا يمثل التناقض بأنواعه سوى سمة بسيطة جدًا من سمات بعض الإشكالات.
2- يقول جميل صليبا .. وأما الإشكال فهو الالتباس. ويُطلق على كلِّ ما هو مشتبه ،ويُقرَّر دون دليلٍ كافٍ، ومن ثم يبقى موضعَ نظر. والإشكال عند الفلاسفة صفة لقضيَّة لا يظهر فيها وجه الحق ،ويمكنها أن تكون صادقة، إلا أنه لا يُقطع بصدقها .(٥)
وقد تَدَاوَلَتْ هذا التعريفَ الكثيرُ من المعاجم الفلسفية المعاصرة دُون زيادة (٦)،وعلى الرغم من عموميَّة التعريف –الذي ذكره صليبا - الكافية لاحتواء الإشكال - بمفهومه الشائع - بأنواعه إلا أن الجملة الأخيرة وهي (..ويُقرَّر دون دليلٍ كافٍ، ومن ثم يبقى موضع نظر.) قد تُبْقِى بعدها حَاجةً مُلحَّة تَطْلبها النَّفس لترتاح إلى التعرف على الإشكالية ومن ثم تحديد آلية للتعامل معها.
3- ولقد وقفتُ على كلامٍ ذي خَطَرٍ وشأنٍ للدكتور علي حسين يوسف (٧) يناقش فيه مفهوم (الإشكالية) في مقال بعنوان (من الـمُشكِلِ إلى الإشكالية .. مسيرةُ مفهوم) وهنا نورد ملخصًا لهذا الكلام في نقاط ثم نناقشه.
تتلخص كلمة الدكتور علي حسين يوسف فيما يلي :-
- (الإِشْكَالية) مصدر جديد في العربية يتضمَّن معنى الالتباس ،ولم يرد في المعاجم القديمة بهذه الصيغة.
- وهو مصطلحٌ طارئ على العربية لم يتجاوز النصف قرن من الزمان وجذوره ترجع إلى اللغة الفرنسية (problématique )
- انتقل المصطلح بمعناه ومبناه من الأدبيات الماركسيَّة الفرنسية إلى الإنجليزية (problematic) فهو حديثُ العهد في الإنجليزية أيضًا.
- في البداية كان المصطلح يُقصَدُ به (الشَّكل أو التركيب النظري) ،لكنَّه فيما بعد أصبح يعني أمورًا أخرى مثل (القضايا الأيديولوجية المتناقضة ضمنا أو صراحة ،ثم تطور الاستعمال إلى القضايا التي تُدرس من وجهات النَّظَر المختلفة ويمكن تجاوزها بوصفها جدليات نظريَّة.
- فكان بالطبع الاستعمال العَرَبي للمصطلح الذي يرمي إلى الالتباس والغموض يختلف تمامًا مع المفهوم الغربي للمصطلح نفسه.
- استُعْمِل المصطلحُ عند الكثير من المفكرين والنقاد العرب بصورة مزدوجة جمعت بطريقة قَسرية بين المفهوم الغربي والمصطلح العربي.
- انتهى الدكتور إلى أنَّ مصطلح (الإشكالية) ما هو إلا مرادف لمصطلح (الـمُشْكل) الذي عرَّفه الجرجاني بقوله:" هُوَ مَا لَا يُنَالُ الـمُرَادُ مِنْهُ إِلَّا بِتَأَمُّلٍ بَعْدَ طَلَبٍ."(٨)
وفي الحقيقة إنَّ فحص هذه المناقشة يتطلب جهدًا ليس مكانه هذا المقال ،ولكني رجعت إلى تعريفات الجرجاني لأحاول أن أرى كيف ربط الدكتور بين مصطلح (الإشكالية) ومصطلح (الـمُشكل) الذي عرَّفه الجرجاني ،فكانت المفاجأة أنَّ الجرجاني إنما قصد (المشكل من الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى) ولم يُعرِّف مصطلحًا عاما يمكن استعماله كمرادف لـ(الإشكال).
ولو نظرنا أيضًا إلى التعريف الذي وضعه الجرجاني (ت 816هـ) بقوله " هُوَ مَا لَا يُنَالُ الـمُرَادُ مِنْهُ إِلَّا بِتَأَمُّلٍ بَعْدَ طَلَبٍ" (٩) لوجدناه يتكلم عن موضوعٍ آخر تمامًا ليس له أيَّة علاقة بتحديد مصطلح الإشكالية. وقد شرح شيئا من ذلك التَّهاوني (ت 1158 هـ) يقول : ومعنى التَّأمّل والطلب أن يُنظر أولا في مفهوم اللفظ ثم يُتأمّل في استخراج المراد كما إذا نظرنا في كلمة (أَنَّى) الواقعة في قوله تعالى: "فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ" فوجدناها مشتركة بين معنيين، بمعنى أين وبمعنى كيف، فهذا هو الطلب. ثم تأمّلنا فوجدناها بمعنى كيف في هذا المقام لقرينة الحرث، فخرج الخفي والمجمل والمتشابه إذ في الخفي يحصل المراد بمجرّد الطلب، وفي المجمل يحصل بالطلب والتأمّل والاستفسار، وفي المتشابه لا يحصل المراد أصلا..... وَبالجملة فَـ(الـمُشْكِل) لَفْظٌ خفيٌّ المراد منه بنفسِ ذلك اللفظ خفاء يُدرك بالعقل. انتهى كلام التهاوني رحمه الله.(١٠)
وخلاصة الآراء التي اطلع عليها الباحث لا تفي بحدٍ قاطع تتحدد من خلاله (الإشكاليات) ،كما أن البَاحث يرى أيضا وجود مشكلة حقيقية بسبب الأخذ والرَّد في ذلك الأمر ،وأنه مادام الخلاف النظريُّ قائمًا في تحديد المصطلح فبالضرورة تنعدم مقومات التعرف على الإشكالية والتعامل معها.
ولعلنا نخْلص في النهاية إلى مجموعة نقاط وهي :
1- إن الرَّبط بين مفهوم مصطلح الإشكالية واستعماله في اللغة العربية وبين مفهوم ذات المصطلح واستعماله في اللغات الغربية (الفرنسية والإنجليزية) يزيد الأمر غموضًا ،حيث يتضح الانفصال التَّام بين القضية المـُشْكَلة والملتَبِسَة وهو المفهوم الأشهر في اللغة العربية (للإشكال) وبين القضايا التي يُناقشها الـمُنظِّرون والنُّقاد من زوايا مختلفة وهو المفهوم الغربي (الفرنسي والإنجليزي) لمصطلح (problématique)problematic) ) الذي تُرجم لفظه فقط إلى العربية دون اعتبارٍ إلى ما سيئول إليه مفهومه.
2- يظنُّ الباحث أن استعمال المصطلحات الأجنبية - كما هي – في العربية يحافظ بشكل أو بآخر على مفهوم هذا المصطلح ،بينما ترجمة المصطلح الأجنبي إلى العربية لا تضمن لنا احتفاظه بمفهومه لعوامل عديدة أهمها انقلاب مفهوم الجذر اللغوي في العربية على ذلك المصطلح الجديد وطغيان معناه مما يؤثر على مفهومه الأصلي ،وكذلك التطور اللغوي الذي تخضع له ألفاظ كافة اللغات لاسيما في الألفاظ الحمَّالة لأكثر من معنى.ولنأخذ على ذلك مثالاً :
المصطلح الإنجليزي (ideology) والفرنسي الأصل أيضا (idéologie) والذي نستخدمه في العربية ونقول (الأيديولوجيا) ونشتق عليها (الأدلجة) و (مؤدلج) (أيدولوجي) (أدلوجة ،أداليج) ...الخ.
ولا شك أن هذا المصطلح الذي يعني (الأفكار ،المعتقدات ،التوجهات ،علم مناقشة الأفكار ...الخ) له خصوصيات مفاهيمية خاصة به وله مكانهُ المحترم داخل عائلات هائلة من المصطلحات في لغته الموضوع فيها أصَالة.
بينما إذا حاولنا أن نترجم المصطلح إلى العربية على مثال (التَّوجُه ،علم دراسة التَّوجهات) فإننا حتمًا – في رأي الباحث – سنقع من جديد في مهزلة تحديد مفهوم مصطلح التَّوجه ،وسنفقد المفهوم الغربي أو اليوناني للمصطلح ،فالبعض سيقول بأنه راجع إلى جذر (و ج ه) فهو يدل على التوجهات الدينية والسياسية والفكرية والمذهبية ....الخ ،وهكذا ينتصر معنى الجذر العربي على المفهوم الغربي ،والبعض الآخر سيرى أن اللفظ له حق التطور كما تطور أيضًا في اللغات الأخرى ،فمصطلح (الإيديولوجيا) يحمل في ذاته آثار تطورات وصراعات ومناظرات اجتماعية وسياسية عديدة فهو ليس مفهومًا عاديا إنما يُمثِّل (تراكم معانٍ) ،ففي الأصل كان المصطلح فرنسيا يعني (علم الأفكار) ،لكنه لم يحتفظ بالمعنى اللغوي ،فانتقل المصطلح وتطور في اللغات حتى عاد دخيلا –أيضا- في لغته الفرنسية ليؤدي مفهومًا آخر. (١١) فلِمَ لا يتكرر ذلك في العربية أيضا ويتسع المفهوم ليشمل كل تلك الأنماط الفكرية والتَّوجهيَّة؟!
3- ولعل سؤالاً مُلحَّا ينطرح وبقوة في تلك المناقشة وهو "لماذا لا تحدث هذه المعركة المفاهيمية العنيفة عند انتقال المصطلح من لغة إلى أخرى كما حدث بين الفرنسية والإنجليزية ونجد المعركة تشتعل في حالة انتقال المصطلح إلى اللغة العربية"؟!
يرى الباحث أنَّه من الطبيعي جدا حدوث ذلك في الإنجليزية كما يحدث أيضا في اللغات الحيَّة كلها التي تتميز بالثَّراء اللغوي الهائل على مستوى اللفظ والمفهوم لكنها أيضا تتفاوت من لغة إلى أخرى،فالأجساد الصحيحة تهاجم الأجسام الغريبة المتسربة إلى الأعضاء حتى لو وضعها الطبيب لمساعدة المريض.(١٢)
تحديد المفهوم العام للإشكال في اللغة العربية من وجهة نظر الباحث.
ومع تلك المناقشات نرى ضرورة تحديد مفاهيمي لمصطلح (الإشكال) بصفة عامة ليتم التعامل مع الإشكالات بضوابط تضمن للبحث العلمي بشكل عام وللبحث اللغوي بشكل خاص التفريق بين إدارة المشكلة والإشكالية مما يسبب عدم الخلط بين القضايا اللغوية والحلول المقترحة أو الـمُعالجات.
وعليه فإنَّ الباحث يرى أنَّ :
الإشكاليَّة : هي العقبة غير الطَّارئة على محلٍّ ما ،وتتطلب - لضرورة - تغييرًا في المحل لـِحاجيَّات حياتية ،أو اجتماعية ،أو تعليميَّة ،أو نفسية ،أو دينيَّة ....
مثال : ننظر في الـمُعطيات الآتية :
- ماءُ البحر مالحٌ
- الإنسان لا يشربُ الماء المالح
- ليس لدينا ماءٌ عذبٌ كافٍ
وبالتَّأمل في تلك المعطيات تظهر براهين مثل:
1- لدينا (عقبة غير طارئة) وهي الملوحة الدَّائمة لماء البحر.
2- ماءُ البحر (المحل) يتطلب تغييرًا ليناسب حاجيات الإنسان الحياتيَّة.
3- لا يمكن إيجادُ حلٍّ مانع لملوحة ماء البحر ،إذ هو أمر طبيعيٌّ كائنٌ بكون الأرض.
4- يمكن معالجة تلك (الإشكالية) بطرق عديدة تتفاضل في الكفاءات ،مثل : تحلية ماء البحر عن طريق التقطير،أو الأغشية ،أو التجميد والبلورة ....الخ. ولا يُمكن أن نسمي هذه حلولاً بل هي معالجة لإشكالية ملوحة البحر.
5- لن تنتهي آلية المعالجة من التطوير والإضافة ؛لأن الإشكالية قائمة ببقاء (البحر ،والإنسان)
تحديد المفهوم العام للمشكلة في اللغة العربية من وجهة نظر الباحث.
وبالنَّظرة نفسها يرى الباحث أنَّ :
المـُشكلة : هي العقبة الطَّارئة على محلٍّ ما ،وتتطلب - لضرورة - سَلْبَ العقبة عن المَحل لـِحاجيَّات حياتية ،أو اجتماعية ،أو تعليميَّة ،أو نفسية ،أو دينيَّة ....
مثالٌ : ننظر في الـمُعطيات الآتية :
- بعض المصانع تُلقي المخلفات في البحر
- ماءُ البحر ملوثٌ
- الإنسان يحتاج إلى ماء البحر
وبالتَّأمل في تِلْكَ المعطيات تظهر براهين مثل:
1- لدينا (عقبة طارئة) وهي التلوُّث الطارئ لماء البحر.
2- ماءُ البحر (المحل) يتطلب إزالة التلوث ليناسب حاجيات الإنسان الحياتيَّة.
3- يُمكن إيجادُ حلٍ - أو أكثر – لأن ماء البحر أصلاً لا يحتوي على مخلفات المصانع الضَّارة.
4- يمكن حلُّ المشكلة نهائيًا والقضاء عليها بطريقة أو طرق تتفاضل في الكفاءات،كمنع المصانع من العمل جانب البحر....
5- ستنتهي المشكلة فور حلها ولن تكون لدينا فرصة أخرى لتطوير الحلول في حال انعدام المشكلة.
--------------------------
[1] - معجم مقاييس اللغة ،أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني ،ج3 ص204 باب الشين والكاف وما يثلثهما ،تحقيق عبد السلام هارون دار الفكر.
[2] - معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم لأبي القاسم الحسين بن محمد الرَّاغب الأصفهاني ص299 ،تحقيق إبراهيم شمس الدين ،دار الكتب العلمية
[3] - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية لأبي نصر إسماعيل بن حمَّاد الجوهري ج5 باب اللام فصل الشين مع الكاف ،تحقيق أحمد عبد الغفور عطَّار ، دار العلم للملايين بيروت ط4 .
1- المعجم الشَّامل لمصطلحات الفلسفة د. عبد المنعم الحفني ص72 ط3 ،الناشر مكتبة مدبولي القاهرة.
[5] - المعجم الفلسفي د.جميل صليبا ج2 ص379 دار الكتاب اللبناني ط1982
[6] - يُراجع مثلا ص 66 من المعجم الفلسفي د.مراد وهبة ط5 دار قباء
[7] - الدكتور علي حسين يوسف كاتب عراقي ،تخرج في كلية التربية ،جامعة كربلاء ،وحصل على الماجستير في الأدب الحديث ،ودكتوراه في فلسفة اللغة، وله عدد من الكتب أهمها : إضاءات في الأدب واللغة والفكر ،ودراسات في النقد واللغة ،وأسئلة الفلسفة ،والزمان بين الفلسفة والأدب ،ومعجم مصطلحات الفلسفة ،وغيرها من الكتب.
[8] - من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم للدكتور علي حسين يوسف ،مقال في مجلة الحوار المتمدن نُشر بتاريخ 18/3/2014
2- التَّعْرِيفات ، لأبي الحسن علي بن محمد / الشريف الجرجاني ص213 اعتنى به محمد باسل عيون السود ،دار الكتب العلمية بيروت.
[10] - موسوعة كشَّاف اصطلاحات الفنون و العلوم ،لمحمد بن علي بن القاضي التهاوني الحنفي ص1551 ،إشراف د.رفيق العجم ط1 ،مكتبة لبنان ناشرون.
[11] - مفهوم الإيديولوجيا ،عبد الله العروي ص6/9 ، المركز الثقافي العربي المغرب، ط8
[12] - يراجع في ذلك مبدئيًّا (المبادئ الأساسيةص8 ،التطور الدلالي ص189 ) من كتاب التَّطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه ،د.رمضان عبد التواب من ط3 مكتبة الخانجي.
إرسال تعليق